الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021




                خيال
                       رواية
 



                                           فاطمة عاصم 









   بين الحب والخيال 
      وعمق التفاصيل          ..
                     


                                       

                 





قد نكو ن  عالم اعمي ق ا أو خيال   واسعا , بذاتنا الكثير من الأفكار .. تخ  يل أ ن  بك كل شيء في كل حين ولكن حين تريد أنت حقا يجب عليك بذل كل ما بوسعك للوصول. 
                                 








هل تمنيت يو ما أن كل ما يدور في رأسك حدوثه  محتم ! .. بالطبع وكيف ل .. ولكن لعل ما يدور برأسك قد ل يشابه أمنياتك الفعلية ويحدث! 
إنها فقط بقايا طاقةٍ سلبية ر بما تجول في رأسك المزدحم ولكنك حت ما ل تتمنى حدوثها .







" ستيفن " 72 عا ما , شاب وسيم , طويل القامة , عريض المنكبين , له ابتسامةٌ ساحرة الجميع يمدحه عليها .. ابن لعائلة ثرية , أصحاب شركةٍ كبيرة في نيويورك.. 
بالرغم من ثرائهم الفاحش إل أنهم ذو سمعةٍ جيدة , ل يتعالون على الغير حتى وإن كان من خدمهم في القصر .. 
ستيفن اجتهد كثيرَا للوصول لما هو عليه فلم يكن الفتى المدلل للعائلة الذي يعتمد على نفوذ عائلته ويستريح على مقعده بل عمل ي دا بيد مع والده إلى عمره هذا. 





ستيفن : أمي أنا ذاهب أراكِ لح قا .
 سارة : حس نا اذهب , اعتني بنفسك .
" سارة " والدة ستيفن , امرأة جميلة , طيبة القلب ج  دا , لطالما اعتنت ب ستيفن ووالده وشجعتهم في أعمالهم .. حس نا ستيفن وحيدهم ل أخ و ل أخت لديه .. أخوته يتمثلون في رفيقه مارك وابن عمه جون الذي توفى قبل ثلاث سنين. 

ستيفن وهو ف الطريق لعمله , توقف السائق في إشارة المرور , أنزل ستيفن النافذة ليشم بعض الهواء الطبيعي وإذا به يتلقى اتصا ل من والده ..
تحدث معه وأنهى اتصاله وأصبح يتصفح ويلقي نظرة على رسائله .. وإذا بشابٍ يأتي مسر عا على دراجته النارية ويسرق هاتف ستيفن.. 
وهنا أمر السائق أن يلحقه وحاول ولكنه ضللهم عنه  فقرر أن يبلغ عن السرقة في مركز الشرطة. 

ذهب وأبلغ في المركز لمدى أهمية هاتفه وأن به كل خصوصيات عمله بما أن المنافسين لهم ليسوا بقليل وأن شركتهم من أهم الشركات وأكبرها ..
ولأنه ثمين ج  دا ويهمه . 
وحينها أخبروه أنهم سيوكلون قضيته إلى شرطي وسيهتمون بها ويعيدون له هاتفه سري عا .

ذهب بعدها إلى عمله مسر عا ليحضر اجتماعاته ..
مارتن : أين كنت ! .. لدينا الكثير من العمل! 
ستيفن : لقد سرق هاتفي وأنا في الطريق فذهبت لمركز الشرطة للتبليغ. 
" مارتن " والد ستيفن , رجل شريف ونزيه في عمله ولكنه أي ضا قوي , ذو حكمة , ل أحد يستطيع التلاعب به. 
ذهبا وحضرا اجتماعاتهما الهامة إلى أن انتهى العمل وحان وقت الذهاب إلى المنزل , ولكن ستيفن لديه ما يقوم به فيجب أن يعاود الذهاب لمركز الشرطة ليرى ماذا حل بشأن سرقة هاتفه. 
 أخبر السائق بأنهم سيعودون لمركز الشرطة وانطلقوا حينها , دخل المركز وسأل الشرطي عما حدث معهم وحينها أشار له أن يذهب إلى شرط ية هناك اسمها جوليا .. ذهب متأمِّ لا أن يعود إلى المنزل ومعه هاتفه. 
مرح با , لقد أخبرني الضابط بأنه بيدك قض ية هاتفي المسروق اليوم. 
حينها كانت الشرطية غارقة في العمل وكأ نها لم  تعِره اهتما ما , فأعاد  جملته عليها وحينها نظرت إليه باهتمام واعتذرت منه. 
- سيد ستيفن صحيح! 
- نعم. 
حين رفعت رأسها ناظر ة له وكأ  نه تج مد في مكانه , ل يرى سواها ...
مه لا لأخبركم قلي لا :-
" جوليا " فتاة في ال 72 من عمرها, تعيش مع والديها وأخيها الوحيد جاك , جميلةٌ ج  دا .. ملامحها فريدة , عيناها عسليتان محاطة برموشٍ غزيرة لن تك ف عن النظر لها, متوسطة الطول .. والأهم من ذلك كله .. شرطية ذك ية ج  دا ومتفانية في عملها , ذات قلبٍ طيب ولكنها قوية الشخصية أي ضا , ل تنطليِ عليها الأكاذيب .. ما أن  توضع بيدها قض ية فتأ كد أنها س تحل حت ما .
بل هي الحل  ر بما ..
) قد يَخفَى على الكثير ماهيُّتك ح  ق ا وما أنت عليه , يرَون الظاهر فقط م ما يعجبهم ولكن ل يعلمون أي ضا ما  تعاني منه في رتابة أيامك أو حتى ازدحامها بكثرة التفاصيل والأحداث في كثيرٍ من الأوقات , وليس لهم علمٌ بما قد تحويه من كنوز بجوهرك. ( 
وما ل يعلمه الكثيرون عن جوليا أن بها ما ليس في الجميع , فالخيال رفيقٌ لها دو ما .
ربما تكون هذه محمَدة حي نا أن كل ما يجول برأسك يحدث ولكن كيف الحال إذا طرأ إلى خيالك ما هو سيء أو ما تخافه فحدث , قد تتمنى أن ل تستطيع التخيُّل حتى , ولو أن الخيال شخ صا لو بخت ه جوليا حين تسوء الأ مور وألقَت عليه اللوم .
أصبح ستيفن ينظر إلى الشرط ية وكأنه تناسى هاتفه المسروق , بل يبدو أن ما  سرِق شيءٌ آخر . 
تناسى أفكاره للحظات وأعار تركيزه وانتباهه لجوليا , حينها أخبرته أنهم اكتشفوا مجموع ة من الشبان يقومون بالسرقة هكذا واقتربوا من معرفة السارق واستعادة هاتفه وأن عليه أن يعود لمنزله وستعلمه هي ليأتي ويأخذ هاتفه في أقرب وقت. 
كان ستيفن يرى مدى قوة الشرطية جوليا واحترامها لكل من هناك وتقديرهم لها ورغم أنها لفتت انتباهه إل أنه أي ضا رغم احترامه للغير فلم يكن ودو دا ج  دا , لم يكن هناك قبول بينهما للمرة الأولى , فقط تعاملا برسمية  مفرِطة .
وفي اليوم التالي اتصلت جوليا بستيفن مخبر ة له أن بحوزتها هاتفه ليأتي ويأخذه. 
شكرها وخرج من المركز ولكن جوليا حت ما وضعت بصمتها في ذهنه كما فعل هو , حين خروجه وهي تخاطب نفسها قائلة : يبدو أنه مغرور يجب أن يكون ممنو نا ج  دا لوجود هاتفه المهم هذا.  - ) هناك في  بقعةٍ ما تقع بعض الأفكار التي قد تشكل عائ قا لك وربما بعض الأمنيات والأحلام الكثيرة ج  دا , وبعضٌ من ال حب الذي يطرق باب قلبك فجأ ة ل يغير كثي را من تفاصيلك وأحداثك اليومية وحتى نهج أفكارك ال متكاثرة من حينٍ لآخر حين  تلازم فراشك  مغم ضا عينيك ليبدأ سيلٌ من الأحداث يأتي كشريطٍ طويل يكا د يحول بين عينيك والنوم لساعةٍ أو ساعتين وربما الليل كله فكيف إذا كان محتواه " هي"  ( .




عاد ستيفن إلى منزله بعد أن مر بالشركة وأنجز أعماله.. 
شعر  بنفسه  تلازمه صورة جوليا ولكن ما لبث إل أن أفاق نفسه من التفكير هكذا.. 
ما بك يا ستيفن  , ما هذا إنني لم أ عِر اهتمامي لشخصٍ بهذه الصورة من قبل منذ أن  توفِّيَت ليَِا .
" ليَِا " كانت حبيبة ستيفن قبل أن تتو فى نتيجة كانسر في الرئة , كانا  يحبان بعضهما البعض كثي را ج  دا , وكان  مخل صا لها ولم يكن يرى سواها .
أح بها كأنه ليس هناك مثلها في أيامنا هذه وهي أي ضا ..
حين فترة مرضها كان  ملاز ما لها في المشفى وكان داع ما لها كما هي كانت له في كل تفاصيله ..
كانت ملجأه من الدنيا والعالمين , بل كانت من يذهب إليها ل يلقي همومه بين ذراعيها .. يتحدث كالطفل الذي ل يعلم ماذا يفعل في أمره وهي  تطبطب على قلبه وروحه وتنها ل عليه بالحلول الذي تخطر على بالها. 
بل وتخاطب ه دو ما قائلة : 
) أنا هنا في الس راء والض راء , أنا معك حين كل لحظاتك ..
 أ واسِ ي قلبك وأفرح لفرحك , وإنِّي والله ل أبدِّلك بكل الدنيا وأدفع كل ما أملك من حب ثم نا لبسماتك .. ( .
عانى ستيفن كثي را من الخوف والقلق حينها من أن يفقدها فكانت كل شيءٍ له .
في لحظاتها الأخيرة كانت تتألم كثي را وشعورها بأن نهايتها قد شارَفَت كان يؤلمها أكثر في حين نظراته لها التي كانت مليئ ة ح  با وأملها في أنها س تشفى رغم خوفهِ الشديد من فقدان من كانت تجعل لحياته شك لا مختل فا .




حين وفاتها كان ستيفن وكأن كل ما به قد كسِر حت ما .. فقد معاني الحياة السابقة , رغم كل شيء إل أنه كان يتمنى أن تحدث  معجِزة ويتغير كل ما حدث ويتبدل إلى ما تمناه دو ما ..

) في كل لحظةٍ وكل توقيتٍ في كل الأزمان  تعايش شعو را  مختل فا وقد تمر بك أحداث ل تعد ول  تحصى إ ما أن تكون قو  يا أو تكون قو  يا ل مفر من أي شيء يحدث ولبد لك أن تتجاوز .. فستأتي عليك لحظات حي نا ستكون " أنت " أنت الفرا غ وأنت الإمتلاء , أنت الحقيق ة والخيال , أنت الألم والشِفاء , أنت الق  وة والضعف , أنت الكسر وأنت الإلتئام .. أنتَ عالمٌ من التفاصيل وأنت الكثير في ذاتِك الوحيدة ( . تجاوز ستيفن أفكاره وخلد إلى النوم.. 
أما جوليا فعادت لمنزلها  متعبة وألقت التحية على والديها وأخيها جاك ودخلت غرفتها للنوم فكالعادة لديها الكثير من العمل في اليوم التالي , وبالطبع لبد من ساعةٍ ما قبل النوم يملؤها الخيال والأفكار العديدة , كتخيل أن غ دا يكون يو ما لطي فا غير  مهلكِ كهذا اليوم وهي تعلم أن تخيلها سيتحقق أ  يا كان فيما عدا أحداث الجرائم فلا  يساعدها خيالها فيها فقط عليها أن تعتمد على ذكائها ونباهتها وجهدها في حلها حتى أكثرها تعقي دا .
جوليا مثيل للشرطية الفريدة ح  قا .

في صباح اليوم التالي استيقظت من نومها وشعرها الحريري منسدل بجانبها , قامت بربطه وذهبت لتناول الإفطار لكي ترتدي ملابسها وتذهب إلى المركز فلديها واجبها هو أهم شيء. 


كانت جوليا أي ضا من عائلة ثرية , خرجت وخرج معها أخيها جاك كل منهما سيقود سيارته ليذهب لعمله , كان جاك طبي با أكبر من جوليا بعامٍ فقط , كانت تحبه ج  دا , لم يكونا أخويين فقط بل كانا أصدقاء أي ضا ومقربين ج  دا .
   جاك : اوه أرى أن أحدهم يبدو جميلا  ج  دا وفاتِ نا اليوم.. 
ضحكت جوليا كثي را وقالت مازِحة : نعم لقد تجَ مل ت للقاء أحدهم. 
جاك : من تعيس الحظ هذا! 
جوليا : تعلم أن ل أحد ينظر لأختك الشرطية.. 
جاك : بل أنا متأكد من أن هناك الكثير وإل فهم ل يرون. 
قالت جوليا ضاحكة : أترك الإعجاب لك يا أخي المجامل , اذهب للمشفى كي ل تتأخر فبالتأكيد هناك الكثير من المرضى. 
جاك مازِحا  ثاني ة  : حس نا يا جميلة , أخبريني ان تق دمَ أحدهم لقربك عم را , أريد الإحتفال بزفافك.  في الجانب الآخر..
ستيفن يعمل وإذا باتصالٍ يأتيه , أمسك بهاتفه ليرد
.. كان صديقه مارك. 
" مارك " صديق ستيفن المقرب ج  دا منذ سنين والذي هو بئرٌ لأسراره حتى أكبرها , ومن يخبره بكل همومه ومشاكله وما يحدث له ومارك هو الآخر هكذا فيعد ستيفن أ خا له .. 
مارك أي ضا طبيب في نفس المشفى التي يعمل بها جاك أخ الشرطية جوليا ولكن معرفتهم ببعض سطحية ج  دا ل تتع دى إلقاء التحية .
ستيفن : مارك يا رجل كيف الحال ؟!
مارك : بخير , اليوم يومنا يا صديقي لنلتقي بعي دا عن أعباء العمل. 
ستيفن : حس نا يا صديقي , لبد لنا من الضحك والكثير من الطعام. 
مارك ضاحِ كا : هذا ما تعرفه أنت , أن تملأ معدتك فقط. 

جوليا كما أتى بخيالها أن يكون يوما جمي لا فكان ح  قا لم ي كن هناك سوى القضايا البسيطة .
وخرجت بعدها مع صديقاتها كارولين وبيك ..
تبادلن الأحاديث والكثير من الضحك والطعام الجميل. 
جوليا : بالأمس أتى شاب ليأخذ هاتفه,  كان مسرو قا منذ يومين .
 يا إلهي كان يبدو مغرو را .
كارولين : لماذا ماذا فعل! 
جوليا : لم يفعل شي ئا فقط لم يكن ودو دا , كان رسم  يا ج  دا وأنا كذلك تعاملت معه برسمية كما أفعل دو ما , ولكنني على الأقل أقابل الناس بابتسامة وأطمئنهم أنني سأساعدهم , أما هو فكان بار دا ج  دا وكأنني إن لم أ عِد هاتفه سيوبخني , فبالتالي لم أبتسم حتى .. المغرور! 
بيك : يبدو أن أحدهم قد وقع! 
جوليا : ماذا! 
بيك : لم تعيري اهتماما لهذه الأمور يو ما فقط كنتي تضعين اهتمامك في الوصول لحلول القضايا ونهايتها وليس إن كان صاحب المشكلة بار دا أو غيره. 
كارولين ضاحِكة : اوه الشرطية ينشغل تفكيرها بشخصٍ ما .. ما رأيك يا عزيزتي أن تتخيلي أنه قابلك مج د دا وص حح خطأه وابتسم ولم ي كن بارِ دا ؟!
بيك : فكرة جيدة. 
جوليا : حس نا تسخرون مني الآن , إنني غير مهتمة فقط زاد استفزازي ل أكثر , ل يهم الآن. 
اليوم كان جميلا  كما تخ يلت ..
بيك : نعم ح  قا يا رفيقة .





كانتا الأقرب لقلب جوليا دو ما تحب مجالستهموالحديث والضحك وإن كان حي نا باستهزاءٍ وضحك عن بعضهم .. لقد وجَدَت فيهم الأ نس والرفقة الطيبة والأمان من كل شيءٍ أو شعورٍ سيء قد يمر بها فهي تعلم أن لديها من تتحدث إليه. 

) الحقيقة أ ن  الصداقة ليست بالأمر الهيِّن أو الهامشي بل هي عالمٌ من التفاصيل والشعور اللطيف.. 
ث م إ ن ارتباط روحك بصديقٍ مخلص ,  يحبك ج  دا وكأن ما بينكما صلة قرابة وليست مجرد صداقة , من  يحب لك الخير وفي الأ مورِ أفضلها , من تهر ع إليه حين حزنٍ أو حين تكون في حيرةٍ من أمرك ول تعلم ماذا تفعل فتجد ال نصح عنده و الإطمئنان ح  قا شيءٌ عظيم ( .



وعلى عكس اليوم السابق الذي كان جمي لا ..
استيقظت جوليا وو دعت والدتها وذهبت إلى المركز ودخلت لمكتبها وبدأت ببعض الأعمال.. 

أتاها اتصال من والدها أن تأتي للمشفى التي يعمل فيها جاك أخيها.. 
ذهبت  مسرِعة تسارَعت نبضات قلبِها , الخوف يتَمل  كها  تريد أن تعلم ماذا حدث !
استأذنت وخرجت وقادت سيارتها وحاولت أن ل تتخ يل أي حدثٍ سيئ أو سلبي لأنها تعل م أن ما يأتي بخيالها يحد ث غال با .. إل في بعض الأحيان يصد ف أن ل تتحقق التخيُّلات .
وصلتَ إلى المشفى وذهبت لأخيها لتسأله ع ما حدث فأجابها أن والدتهما تعِبت فجأ ة  وكانت تصرخ وتتألم وأحضروها إلى المشفى سري عا .. جوليا : أتمنى أن تكون بخير,  لقد خف ت كثي را . 
جاك : ل تقلقي كلنا تمل  كَ نا الخوف ولكن الآن وضعها أصبح أفضل من قبل . 
جوليا : ل أتحمل رؤية مكروهٍ فيها يا أخي . 
جاك : لن يحدث شيء سيء اطمئني. 

ذهبت واحتضنت والدها بقوة وهي تبكي قائلة : لن يصيبها مكروه يا أبي أليس كذلك , كانت بخير صباح اليوم ماذا جرى.. ! 
واساها والدها قائ لا : ل تبكي , أصبحت بخير وستتعافى  كل  يا من أي ألم فهم يعتنون بها .. 
ول أريدها أن ترانا في حالة حزن كي ل تحزن هي أي ضا .. 
جوليا : حس نا يا أبي .. 



ذهبت لتطمئن على والدتها واحتضنتها.. 
وفي اليوم التالي خرجت من المشفى بعد أن أصبَحَت بأفضل حال  ..
ولم تذهب جوليا إلى عملها لتعتني بوالدتها بنفسها ولكي ل تغيب عن عيناها أب دا ..
فهي  تحب والدتها ج  دا فهي محور حياتها كلها , حنونةٌ ج  دا ودو ما هي مصدر تشجيعٍ لجوليا في كل أمور حياتها .. ولها روحٌ فكاهية ج  دا ودو ما تشارك جوليا وجاك الحديث والكثير من الضحكات والحب المزروع في  منتصف الحديث والنظرات .. بل هي لهم كصديقة جميلة.. 


) قيل ومن هي  حبُّك الأول ! .. قلت أل تعلمون من هي , كيف وهي نورٌ كالبدرِ في طلتِِّها , أ نسٌ في حديثِها , وهناك يك م ن عالمٌ من الحب في ضحكاتها .. أمي وتسألونني من هي  حبك الأول ! ( .





) إن أرهقتك التفاصيل يو ما , فاصبر فالصب ر ل ب  د منه.. 
وإن ال مر ل يدو م ولكن إن جاهدت ه ستنا ل أنت منه
 ..
احفظ الود بينك وبين أحبائك , الأهل والأصحاب وكلهم فالفقد إن لم يكن بانقطاعِ ودٍّ فبانقطاعِ حياةٍ وهو أمرٌ مفروغٌ منه .. ( .





بعد أيام اتصلت بيك بكارولين وجوليا  ل تخبرهم أن موعد خطبتها سيكون بعد يومين لكي يأتيا إليها ويساعداها في تحضيرات الخطبة.. 
من فستان وتحضيراتها والمنزل وغيرها.. 

كانت بيك  تحب زميلها في الجامعة قبل سنين وكان هو  يحبُّها ج  دا .. ومنذ فترة أتى لوالديها ليطلب يدها واتفقا هو ووالدها أن ينتظرا قليلا  و يحدِّدَا يو ما تتم فيه الخطبة.. 
وها هو اليوم الموعود اقترب ج  دا وفرحتها ل  توصف ح ق ا ..
كانت بيك بالسابق  تحادِ ث حبيب عمرها قائلة : 
) أتو ق للحظةٍ نكون أنا وأنت ..  حبُّنا وبيتنا اللطيف
, لحظاتنا الجميلة ول بأس بال مر إن كان معك ..
أنا وأنت وحدنا في عالمٍ آخر بعي دا عن الأع ين , بعي دا عن كل شيء  يسيء لنا .. أتمنى أن تكون أعظم ممتلكاتي و حقوقي وأن أكون ذات الأحق ية بك , بضحكتك الجذابة , بفرحكَ الجميل , بجنونك وتصرُّفاتكَ الجنونية أحيا نا ..
الآن أنا أحقُّ بك ولكن أتمنى أن يكون ذلك الحقُّ أمام كلِّ البشر ..  حبُّنا نورٌ , ل طفٌ لنا , أمانٌ وصفاءٌ من  جورِ الزمان ( .

الآن وبعد أن تح دد موعد خطبتهما واقتربا من الفوز في حرب ال حب ول يكادان  يصدِّقان أن كل هذا حقيقة .. اتصل بها وأخذا في الحديث والضحك وبكل الحماس  لمَِ ا اقترب.. 
بيك وبكل الحب والفرح قالت له: 
 أتعلم يا عزيزي ! ..
حين يسألونني عن حالي , سبب فرحي وحزني..! 
سبب ضحكتي الخاطفة وأنا  ممسكة بهاتفي !. سبب تفكيري وتأمُّلي !.. أتفادى أسئلتهم بالضحك وبِقَول ل شيء!.. ولكنني أ خبِّأ  ح بِّي وأنت بقلبي إلى يومٍ  حين س  يصبحَ عل نا بين العالمين.. 
أما عنك فبماذا تشعر وماذا يدور بقلبك ؟!
أتشعر بشعوري الممزوج بال حب والخوف والتوتر .. شعوري المليء بالرهبة والفرح ؟!.. 
رد قائ لا : 
 أنا يا جميلة منذ أحببتك رأيت بكِ كل شيء واكتفي ت بكِ من العالم والناس أجمعين ..
ث م إ نكِ أعظم وأجمل ما رأيت .. ث م إ نكِ فرحِيَ ال مخَ بأ .. حين طلب ت يداكِ وأتتني الموافقة وكأنني امتلك ت العالم وفرح ه وأيام ه الجميلة ..
كفرحةِ طفلٍ  بلعبة جديدة أتى بها والداه له , كأمان مسكينٍ من برد الشتاء , كنورٍ في وسط الظلام , كلطفٍ وارتياحٍ وجمالٍ وحبٍّ وودٍّ وكل ما هو جميل .. 
أما بعد!       
إ نكِ ال منى والأماني والفكِ ر في الليالي وفي وضحِ النهار والحبُّ العظيم إلى مال نهاية !..


كانتا كارولين وجوليا تساعدانها إلى أن أتى يوم الخطبة وكانت بيك كالقمر ال منِير , جوليا أي ضا كانت جميل ة ج  دا .
وفي اليوم التالي ذهبت كعاتها جوليا للمركز.  ستيفن كان مهت ما ج دا بعمله يٌدِي ر بعض الأشغال الها مة ج  دا .
أتاه والده مارتن وتح دث معه قلي لا وذهب , أكمل هو عمله.. 
في نهاية اليوم عاد إلى المنزل ألقى التحية على والدته سارة وذهب لغرفته لتبديل ثيابه وعاد ليجلس قرب والدته ليتبادل معها أطراف الحديث. 

سارة : كيفك يا بني ؟ ستيفن : بخير يا أمي الجميلة. 
قالت : من الجيد يا بني أن الشرطة وجدت هاتفك فأعلم مدى أهميته عندك. 
ستيفن : نعم يا أمي به العديد من الأمور الخاصة بعمل الشركة والتي خفت أن  تسرَق وأي ضا إنه مهم عندي ول أودُّ تبديله فهو هدية جون . 
سارة:  السلام لقلبه , كان طيب القلب.                 ) إ ن فقد الأح باء لقاسٍ ج  دا على قلوب ال محِبِّين , وإن ذكراهم ل  تمحى أب د ا على مدى الأزمان.. 
 ث م إن كل ذي فقدٍ  يقاسِي مرارة فقده , فافقد القريب لقلبك ألف م رةٍ قبل أن يفوت الأون .. ( . 






في يومٍ  مرِيب حدث مالم يتو قعه أحد من العائلة ..
فيكتور عم ستيفن خرج من الشركة , ذهب ليشتري بعض الأشياء وطلب من السائق أن يعود إلى المنزل لأنه  يريد أن يقود وحده ..
وصل إلى إحدى المحلات وأوقف سيارته في الجانب الآخر من المحل ونزل واشترى ما  يريد وعاد إلى السيارة وقاد ليذهب إلى المنزل. 

فجأ ة شعَر أن هناك سيارة تلحقه من بعد مسافة ليست بِبَعيدة .. ولكنه سرعان ما تلاشى انتباهه عنها وص ب تركيزه في قيادته لأنه كان  مهل كا .
وبعد بضعٍ من الدقائق أصبَحَت السيارة  تسرع ورائه , قلق قلي لا وأسرَعَ هو الآخر .
وإذا بالسيارة تقف أمامه لمنعِه من السير فأوقفها وقد كان وشي كا أن يصطدم بالسيارة .. نزل من كان بها , كانوا أربعة رجال وسرعان ما قاموا بجعله يستنشِق غا زا جعل ه يفقد الوعي وأخذوه إلى مكانٍ بعيد. 
وحين أفاق صدِمَ .. 
أخذوا يضربونه ضر با  مبرِ حا , وقال قائدهم هذه المرة تع رضت للضرب , الم رة القادمة الكثير من الكوكايين وشيءٌ من الهيروين وستعيش بعدها فتر ة من العذاب لأننا سنحرص أل تجده بعد دخوله جسمك , والمرة التي تليها سيكون مقتلك بالتأكيد وعائلتك تبكي عليك. 
أخذوه وأعادوه إلى جانب سيارته ورموه أر ضا
ولك نه كان كالميِّت فما فعلوه بهِِ ليس بالهيِّن حت ما . • قبل ثلاث عوام كان العم فيكتور مختل فا , بالرغم من نزاهة العائلة إل أنه سلكَ بالإضافة للعمل بالشركة طري قا آخر س  را .
رغم أنه لم يكن في حاجة لكل هذا , إل أن الرغبة في كسب المزيد من المال أغوته لسلوك طريقٍ غير شرع ي " تجارة المخدرات " .
لم يكن يتعاطى أب دا , كان فقط يبيعها ويكسب من ورائها كثير وكان يتعامل مع رجال أقوياء وقديمون في هذا المجال. 
كان ابنه جون يعمل في الشركة.. 
حين علم بالأمر واجه والده ولكن والده استطاع إقناعه أنها تجارة  مربحة ول أحد يعلم غيرهما . 
فأصبح جون يساعده قلي لا في تسليم البضاعة على الأقل.. 
ولكن السوء يجري بهم ففي يومٍ عندما سل مَ  البضاعة استضافوه وأصروا أن يشرب أو يأكل شي ئا وجلس معهم بالفعل .. 

حينها وضعوا له في كأس العصير مخدِّ را قو  يا , حين شرب العصير أصبح في حالةٍ أ خرى .. فقد تركيزه قليلا  وأخذ  يشيد بالعصير , ويسألهم عن ماهيته.. 
أعجبه فقالوا له أنهم باستطاعتهم إعطائه المزيد. 
لم يكن هؤلء التجر بالأخيار أب دا , وربما أرادوا وسيلة ضغطٍ على فيكتور في حال قرر أن ينسحِب من الأمر. 
ومع الوقت أصبحوا حين كل تسليم  يلاقون جون ويستضيفونه , أما جون فقد اعتاد على المخدرات التي يضعونها له وأصبح يطلبها باستمرار. 
وفي يومٍ سيء جون كان قد سلم البضاعة وكان بحوزته ما يكفي لأخذه إلى عالمٍ آخر كما كان يقول بينه وبين ذاته. 




قاد سيارته قليلا  وتوقف في مكانٍ ليس بِبَعيد عن مقر التُّجار الذي كان فيه ..
وأخذ يتعاطى , لقد تعاطى الكثير ح  قا في ذلك اليوم ولم يتو قف إلى أن تو قف نبضه .. توقفت حياته بسبب الطريق الذي سلكه والده بح ثا عن زيادة المال الذي لديه بالفعل. 

حين أتت الشرطة أخذوه وكان ميِّ تا بالفعل . 
و عرِف أنه تعاطى جرع ة زائدة , كان هناك صبي أرسله التجار ليراقبه وحين علم بوفاته أعلمهم سري عا حينها خافوا أن ينكشفوا , وإن ق بِض على فيكتور فلن يتر دد في الإبلاغ عنهم .
أسرعوا بحجز تذاكرٍ إلى الخارج لكي ل تكون نهايتهم السجن وسافروا في نفس اليوم. 
حينها الشرطة أجرت تحرياتها وكشف أمر فيكتور وتجارته السرية. 


وبالفعل حين ح ق ق وا معه اعترف لكل شيء .. ولكن حينها كانوا هربوا وسافروا إلى الخارج  , ربما استخدموا جوازات سفرٍ مزيفة بأسماء غير حقيق ية ولم يستطيعوا معرفة مكانٍ لهم حتى بالخارج .
ولكنهم أذكياء فكان هناك بعض الأشخاص يتبعون أوامرهم داخل البلاد ولكنهم لم يظهروا في الصورة ولم يعرفهم فيكتور . 
حينها صدمت العائلة كلها لوفاة جون والأمر الآخر لتجارة فيكتور بالمخدرات فلم ينقصه شيء ليفعل هذا. 







أخذوا وق تا طويلا  إلى أن استطاعوا مسامحته على فعلته. 
أما ستيفن فكان في حالةٍ  يرثى لها , فكان جون قري با ج  دا له وكان  يح به ج  دا .. 
فكانت وفاته صدمة قو  ية ج  دا عليه , وبالأخَص سبب الوفاة الذي لم يتوقعه يو ما . 
 سجِن فيكتور ثلاث سنوات وكانت الأسوأ له .. 
سنتان منها كانت العائلة ل تحادثه , والسنة الأخيرة بعد عناءٍ منه في طلب المغفرة وبعد أن نظروا لحالته وندمه وأنه بعد فقدانه لبنه تاب ح  قا ويستحيل أن يعيد الك رة .. 
كان في قمة الوهن والضعف هو وزوجته على مدى هذه السنين الثلاثة , زوجته أي ضا لم تستطع مسامحته في البدء ولكن الوقت جعلها تغفر لكي ل تفقد كل من  تحِب وتعاهدا أن  يحافظا على ابنهم الآخر. 
بعدها خرج من السجن وأكمل العمل في الشركة.  ) إ ن بعض أخطائنا قد ل  تغفر لكبرها , وبعضها تصن ع منا أشخا صا مختلفين غير اللذين عهدناهم بنا .. فنكون أسرى للندم الشديد وما يتر تب عليه , كمُّ  حزنٍ واكتئاب والكثير من الأفكار المؤلمة وتمنِّي العودة للوراء لعدم ارتكاب الخطأ أو محاولة تصحيحه  مبكِّ را قبل أن يفوت الأوان ( . 






حين رموا فيكتور على الأرض حاول أن  يعِين نفسه ولم يستطِع , اتصل على ابنه وستيفن ..
أسرعا إليه وأخذوه إلى المشفى وأبلغوا الشرطة 
وحين جاؤوا أخبرهم فيكتور أنهم جماعة تبعوا لتجار المخدرات ومنذ خروجه من السجن كانوا يتصلون به ويهددونه بعائلته لكي يبيع المخدرات ..
يبدوا أن غضبهم من إفشائي أمرهم ل يزال بالرغم من أنه هو من  سجِن وهم سافروا ولذُّوا بالفرار .
حين لم يجدوا استجاب ة منه فعلوا ما فعلوه اليوم.  أخبرهم فيكتور أي ضا أنه يخاف على عائلته من حدوث أي مكروه. 
حينها طمأنه الشرطي وأخبره أن شرطية جيدة ج  دا ستتولى أمر القبض عليهم , وأنهم س يوفِّرون حماي ة له ولعائلته إلى حين  يمسك بهم كلهم . 

حينها كان ستيفن جال سا , قال من هي الشرطية ؟! 
أجابه الشرطي بأنها ستأتي الآن. 
وبعد قليل أتت الشرطية وإذا به يتفاجأ أنها نفسها الشرطية جوليا. 
قال الضابط : الشرطية جوليا شرطية ذكية وماهر ة ومتفانية ج  دا في عملها وهي من ستتولى القضية . 
حينها أصبَحَت جوليا تنظر إلى ستيفن ولكن أرادت أن ل تبدو وكأ نها مهتمة .
ردت قائلة : ل تقلق يا سيِّد ستتم حمايتك
وسأحرص على القبض على هؤلء الأوغاد حت ما . حين خرجوا , أمرت جوليا بعض الشرطيين بأن
يتكفلوا بحماية العم فيكتور وعائلته كلها , أي منزله ومنزل أخيه مارتن.. 
منازلهم بجانب بعض بالفعل .. ولبد من حمايتهم جميعهم لأنهم إخوة. 

أراد ستيفن أن يشكر الشرطية لأنها مهتمة ج  دا بعملها كما في أمر هاتفه .. 
قال : أود أن أشكرك ثاني ة فأشعر أنني المرة السابقة لم أشرك على تفانيك , ولأنني كنت أفكر في السرقة التي حدثت وهكذا. 
جوليا : ل تشكرني فهو واجبي وأنا ل أ همِل في واجبي أب دا .. ول تقلق سأحرص على حل قضية عمك ولن يصيبكم مكروه . 
حينها شعر ستيفن بأن جوليا تبدو لطيف ة ج  دا , وكأ ن حاج زا قد شارف أن ينكسِر بينهما , ربما هذه القضية حدثت لتجمعهما في هذا اللقاء. 
وجوليا أخذتها الأفكار أنه ليس مغرو را ج دا كما كانت تظن في المرة السابقة. 
 محدِّث ة نفسها قائلة : يبدو أنني ظلمته برأيي فكان مهمو ما , يبدو الآن أنه ليس بهذا السوء .

عادوا جمي عا إلى المنزل برفقة الشرطة اللذين سيحمونهم من هؤلء الأشخاص . 
وخلدوا إلى النوم بعد عناءِ هذا اليوم ال مرهِق . لم يكن هذا اليوم عاد  يا بالنسبة لستيفن وجوليا فهذه الصدفة تكاد تكون غريبة .. أن يأخذ أحدهم أفكارك يو ما وتجمعكم الصدفة مرة أخرى .
صدفة و مدى غرابتها .. ومدى جمالهِا .

ستيفن أصبَح الليل كله تأتي بذهنه جوليا , كيف التقيا  مج د  دا , إنه القدر .. 
وكم هي جميلة .. ح  قا .. وتذكر حين أوضحوا لبعضهم سوء الفهم وشعر ببعض الراحة لهذه الشرطية.. 
في اليوم الذي يليه أتاه صديقه مارك في المنزل وأخذا يتحادثان وأخبره عنها. 
قال : أتتذكر حين  سرق هاتفي !
مارك : نعم ماذا هناك! 
ستيفن : الشرطية التي تولت الأمر هي نفسها الآن من تتولى قضية التجار اللذين أذوا عمي. 

مارك : اوه ولهذا أنت شارد من الأمس.
ستيفن : إنها يا صديقي امرأة قو ية ج  دا .. قوية لدرجة لفتة .. كنت أنظر إليها وأتعجب ح  قا .
مارك : يبدو يا صديقي أنها أوقعتك في شباكها. 
ستيفن : تعلم أنني لم أحب يو ما غير ليَِا وشعور الحب ل أظنه سيطرق بابي ال مقفل لأنني ل أرى أن هناك من يستحق أن  أ كَ رِّ س كل شعوري لأجله غيرها حتى وإن ماتت فإنني كما تعلم عزلت نفسي عن الحب لسنين. 
مارك : لقد قلتها يا صديقي لقد ماتت , ل يجب أن تفعل هذا , وليَِا بذاتها أوصتك قبل وفاتها أن قلبك ل  يصيبه حزنٌ أو أذى , وأن تتخذ للحب سبي لا من بعدها .. العالم يا صديقي ل يتو قف على شخصٍ واحد .. اترك العنان لنفسك. 
ستيفن : ربما ما قلته صحيح , وربما سأترك الحياة تأخذني كما تشاء. 
مارك : بل أنت قد إلى طريقك . 

كانت لأيام تتم التحقيقات , وفي ذات الوقت حماية منزل مارتن وفيكتور. 
في هذا الوقت كانت العائلة تتواصل مع الشرطة.. 
وما أن حصل ستيفن على رقم هاتف جوليا اتصل بها ليسألها عن مجريات القضية وعن وجود أي تطوُّرات في أمر هؤلء الرجال .

جوليا كانت  تخبر جاك أخيها بما يحدث معها .. 
وحي نا  تحادث صديقاتها كارولين وبيك لتجد الأ نس في منتصف عنائها في هذه القضية. 
كارولين : ما بكِ يا فتاة نرى أن هذه القضية تبدو معقدة. 
جوليا : نعم إنهم تجار مخدرات وأذكياء ج  دا ..
تصوروا أنهم بالسابق حين وفاة جون ابن السيد فيكتور هربوا إلى خارج البلاد ولم   يعلَ م لهم أثر أو مكان و سجن السيد فيكتور لثلاث سنين وبعد خروجه وكلوا بعض الرجال اللذين يتبعون لهم هنا ولم يكونوا معروفين بأن يهددوا السيد فيكتور
ليواصل العمل ولعدم استجابته فعلوا به ما فعلوه وهو الآن  مهدد هو عائلته بالخطر من قبلهم. 
يجب علينا أن نجدهم وأن نتوصل لمكان رؤسائهم خارج البلاد ليتكفل شرطة البلد بالقبض عليهم وإحضارهم هنا للمحاكمة. 
بيك : إنه أمرٌ معقد يا عزيزتي ولكن ل  ترهقي نفسك أكثر من اللازم فهناك الشرطيون يساعدونك حت ما .
جوليا : نعم ولكن أظل أنا الشرطية المسؤولة . 

كانت جوليا تسهر الليل أكثر من السابق , وحي  نا يأتي بأفكارها ستيفن. 
وقبل نومها حين فكرت به تخ  ي لَت أنها ستلاقيه بالغد ويتحدثان قليلا  .



اليوم التالي بالفعل أتى ستيفن إلى المركز وقابلها وتبادل أطراف الحديث عن القضية وما وجدوه. 
وأخذ بشكرها  مج د دا على تفانيها .
ابتسمت جوليا ابتسامتها الساحرة وقالت : إنه واجبي يا سيد ستيفن. 
ستيفن ضاح كا : ل أرى غر ضا لكلمة سيد هذه فقط ستيفن. 
جوليا : حس نا يا ستيفن , يبدو أنك لست كما ظهر عليك في المرة الأولى .. ل تقلق سأحرص على القبض عليهم جمي عا و محاسبتهم .
ستيفن : ماذا كان يبدو علي ! 
جوليا : بعض الغرور . 
كان ستيفن وكأ نه ذهب إلى عالمٍ آخر في ابتسامتها فقال دون شعورٍ منه عن بسمتِها : 
لن  تفارِق ذاكرتي .
جوليا باسِمة : ماهي ؟! 
ستيفن بعد أن شَعَرَ بنفسه واستوعب حديثه :
القضية. 
جوليا : ل داعي للقلق والآن عد إلى المنزل ول تخرجوا إلى أن نطمئن على سلامتكم . 
ستيفن : حس نا , إلى اللقاء .
جوليا ضاحِكة : إلى اللقاء أيها المغرور .

ذهب ستيفن إلى المنزل وصورتها هي طريق العودة , أما بسمتها فهي وقود السيارة . 







في منزل السيد مارتن ..
جلسوا سو  يا ستيفن ومارتن وسارة على طاولة العشاء , بين حب وقلق. 
سارة : ماذا سيحدث يا  ترى , إنني قلقة !
مارتن : الشرطة ستتكفل بالأمر , فقط علينا أن ننتبه جي دا ونخبرهم حين حدوث أي شيء .
ستيفن : أمي الجميلة إننا كلنا م عا بالإضافة لأن الشرطية جوليا شرطية ماهرِ ة كما أخبرونا وهي أي ضا أخبرتني أنها ستبذل كل جهدها لحل الأمر .
سارة : حس نا يا بني .
مارتن : نعم يبدو عليها ذلك , تبدو أي ضا فتا ة طيِّبة. م رت الأيام وكل يومٍ يكتشِفون شي ئا جدي دا عن القضية .. 
كانت جوليا تعمل بجدٍّ لأبعد درجة , كالعادة تضع واجبها  نَصب عينيها وكما أن هذه من القضايا التي تحتاج مجهو دا .
وفي يومٍ تو صلوا إلى مخبأ المطلوبين هنا , لم يكن بمقدورهم حتى مجرد فكرة السفر والتخفي كرؤسائهم فحين ما حدث وإخبار فيكتور الشرطة بالأمر شددوا الحراسة على كل المنافذ البحرية والبرية والجوية , في حين أنه لن يستطيعوا السفر حتى وبأسماء مزورة . 
قاموا بالقبض عليهم وبدأوا بالتحقيق معهم , فما هو أهم منهم رؤسائهم فبمقدورهم تكرار الأعمال. 





حينها أجبرتهم الشرطية جوليا ومن معها بأن يتواصلوا مع رؤسائهم في حين هم يستمعون إلى كل المكالمات ويرصدون الموقع. 
بل وأن  يطِيلوا الحديث ويخبرونهم أنهم فعلوا ما  طل بِوا منه وه د دوا فيكتور وأنه لن يتف وه بكلمة هذه الم رة وسيعمل معهم , في ذات الوقت يتصلون بالشرطة في تلك البلد والإنتربول. 
بالفعل اتصلوا بأحدهم , تب ينَ أنهم  مختبئون في بريطانيا في لندن . 

بعد عناءِ هذه القض ية التي أخذت مجهو دا كبي را ج  دا من جوليا وبقية أفراد الشرطة .. النهاية للمجرمين.  كانوا ممتَنِّين ج  دا للشرطة و بالأخص الشرطية جوليا .. 
كبرت في عين ستيفن ج  دا , أصبحا يتواصلان ويتبادلن الحديث والضحكات والمزح والأوقات اللطيفة. 
كان ستيفن كل يومٍ يشعر بقرب جوليا لروحه , لم يعهد نفسه هكذا .. لقد اعتزل شعور الحب منذ زمنٍ طويل  .. كيف لها أن تفعل بهِ هكذا !
أصبَحَ  يحادث نفسه كثي را , ربما منذ وفاة ليَِا أصابه الخوف من فقد أح بائه .. وأي ضا جون . 
ولكن الحب لم يكن بالأمر الهيِّن أب دا , ليس مجرد شعورٍ يأتي ويذهب , إنه متاهة كبرى والفائز من يصِل إلى آخر المتاهة . 







أخبريني يا جميلة ماذا فعلتي بي ح  قا ! 
ل أعلم ما الذي تح ولت إليهِ حين  رؤيتها !.. 

) ل  تجدِّدي ما  دفنِ , ل تسرقي النوم من عيناي , ل  تكبِّلي يداي مس جو نا لنظرةٍ أو بسمةٍ أو ق ربٍ أو أطرافَ شعركِ الحرير ي تتماي ل أمامي .. ( . 

) ل  تبدِّدي العهد ول تجعليني أنق ضه .. 
فمن تاب عن الهوى كيفَ له  مج د دا أن يسل كَه !.. (. الأيام لم تحل دون قربهما , أصبحا أصدقاء مقربين .. مع ال حبِّ ال مخ بأ الذي يبدو أنه نشأ بينهما .. 
دون اعترافَ أيٍّ منهما .. 
ولكن الوقت كفيلٌ بأي شيء .. ذات يومٍ اتفقا على أن يتلاقيَا في مكانٍ كانا يذهبانِ إليهِ دو ما ليقضيَا بعض الوقت سو  يا .
ويبدو أنه اليوم المنشود لكلٍّ منهما , فجوليا وستيفن لم يسعدا بالقرب تحت مٌس مى الصداقة فقط .. 
فكان لبد لكلٍّ منهما البوحَ بما يشعر بهِ ح  قا حتى وإن ق وبِلَ بالرفض .

وبالرغم من أنها لم تكن المرة الأولى لستيفن وليس الحب الأول , لكنها كانت الأولى لجوليا. 
جوليا : كيف حالك ؟  ستيفن : بخيرٍ حين رؤيتك .
جوليا ضاحِكة : حس نا لن  تعانيَ الحرمان من رؤيتي لكي تكون بخيرٍ دو ما .
ستيفن : ل تصدِّقي .
كن ت أودُّ الحديث معكِ  في أمرٍ ما .
جوليا : وأنا أي ضا .
لم يستطِع ستيفن أن ينتظر أكثر وباحَ بشعوره العظيم , فما  يكِنُّه لها من  حبٍّ ليس بقليل .. 
فمن تستطيع زرع الحب في قلبه بعد أن عاهد نفسه أن ل  يتِيح للحب مدخلا  أو طري قا له فهي حت ما تستحِقُّ  ح  با عظي ما . 
أخبرته هي بدورها عن شعورها الذي حاولت أن  تخفِيه كثي را .
قالت : كن ت أظنُّ أ نه لن يأتيَ يومٌ ويأتي النور لقلبي و يزيل عتمته , وكن ت وحديَ من أفعل كل شيء , وحدي من أعِي ن ذاتي وتقلبُّاتي ..
حين أتيت أنت انقلبت كل موازيني .. لم ي عد هناك أنا فقط , الآن أصبحنا أنا وأنت.. 
فهل لكَ يا عزيزي أن تكون وص  يا جيِّ دا على قلبي ؟! س تكمِ ل معي الطريق دون عودة ؟!
رد ستيفن بكل الحب:  كن ت غار قا وسط شتاتي ,  مبعثرٌ بين تفكيري في ماض ي وحاضري ومستقبلي , بين همِّي وفرحي المنتظر .. بين الكثير والكثير .
الآن دون سؤال وقد تب دلت الأحوال فإني والله وجد ت فيكِ الحب الذي أنساني كل مرٍّ في حياتي .
كان يمنعني الخوف من ماض ي الذي ل أودُّ تكراره أب دا .











) الخو ف مظلم , بل وقوته قد تؤدي إلى الهلاك ..
صحيحٌ أ ننا في بعض الأوقات قد  ينقذِنا الخوف من برودنا وتبلدُِّ الشعور لدينا .. ولكنه في حينٍ آخر يكون عال ما ضباب  يا نكاد ل نرى فيهِ النور وخط النهاية فكيف لنا أن نخوض في الأمر منذ البداية ؟!
تش عر حينها أنه فاصلٌ بينك وبين الوجود واليقين ..
أن تتي قن أنه لبد لك من التجربة , الخي ر ل تراه إل بعد حينٍ , و إن هلكت أقم اعوجاجك , والحياة حربٌ فأمسك جيِّ دا بسلاحك , هناك نورٌ في المنتصف ونورٌ في النهاية , وقلبكَ ليس مل كا إراد  يا بل هو يملك خطوط السير دون اذنٍ منك , وفي بقعةٍ من عقلك جزءٌ مسؤولٌ من كل شعورٍ حتى الخوف .. ولكن بيدك أن تنال شرف المحاولة ول تتو قف ( .


اتفقا ستيفن وجوليا بعد فترة على أن يكون حبهما عل نا .. وأن يأتي ليتقدم لطلب يدها من والديها .
ووافقا .. 
كانتا كارولين وبيك تسخران من جوليا لإنكارها بالسابق أن ستيفن أخذ حيِّ زا من تفكيرها وهاهما الآن  يخطبان ..
ولكن فرحتا ج  دا لهما وساعداها كي  تطِل جميل ة ج  دا وبالفعل كانت كالعادة وأكثر بكثير. 

بعدها كان ك ل  منهم  م نشغِ ل في عمله , جوليا بين القضايا المع قدة وستيفن في عمله .. جاك في المشفى بين الكشف والعمل يات ومارك أي ضا .  قرروا تحديد موعد الزفاف بعد 6 أشهر .. 
إلى أن أتى موعد الزفاف .. كانت جوليا في غاية الجمال في ذلك اليوم كما لو أنها القمر في تمامه. 
أما ستيفن فكأ ن كل شعورٍ في الدنيا شعرَ به , لم ي كن  مصدِّ قا بعد أنه سيتزوج جوليا " الملاك " كما كان يدعوها .. كانت ليل ة من أعظم الليالي وكانت ضحكات الناس وأنسهم ورقصهم على أنغام الموسيقى شي ئا ل  يمحى من الذاكرة .. 
وهناك جوليا وستيفن يرقصان ,  ممسِ كا بيدها وعيناه تكاد تدم ع فر حا .

إنه الوصول وعظمته.. 





مرت 2 أشهر على زواجهما وكانا سعيدين ج  دا .
في يوم ذهبت جوليا لمركز الشرطة , بعد أن أتممت عملها خرجت وقادت سيارتها للعودة للمنزل .. وفي طريقها شعرت بألمٍ في معدتها و دوارٍ م ما جعلها توقف السيارة , شربت قلي لا من الماء وحاولت أن تتمالكَ نفسها وذهبت إلى أقرب مشفى.

حينها خضعت لتحليلٍ وانتظرت النتيجة . 
اتصل بها ستيفن ليعلم سبب تأخُّرِها فأجابته أنها تأخرت في المركز قليلا  وأنها ستعو د سري عا لكي ل  تقلقِه .
نادتها ال ممرضة لغرفة الدكتورة فذهبت .. 
ب شرتها الدكتورة قائلة : يبدو أن هناك من س تصبِ ح أ  ما .
تل قت جوليا الخبر بكل فرحٍ ورهبة أي ضا .


وعادت إلى المنزل وهي  تفكِّ ر في وسيلةٍ لمفاجأة ستيفن.. 
وخلدت إلى النوم وفي اليوم التالي ق ررَت أن تعطي ستيفن صندو قا .
ذهبت إليه وجلست بجانبه قائلة :  خذ هذا .
تع جبَ ستيفن من الأمر وقال : اوه هدية وماذا بهذا الصندوق! 
جوليا : فقط افتحه. 
فتح ستيفن الصندوق فوجدَ بهِ صندو قا أصغر ..
ضحك وقال يبدو أنها مزحة أو لعبة من ألعابكِ .
جوليا ضاحِكة : ل فقط افتح دون حديث .
فتح الصندوق ليجد واح دا أصغر أي ضا فقال : حت ما هي مزحة , لنرى النهاية . 
حين فتح الصندوق الأخير الصغير وجد خاتم فضة منقوشٌ عليه حرف ه ففرِح كثي را .. بعده وجد ق ما شا فأمسك بهِ وأخرَجَ ه فوجده  ش را با صغي را . حينها لم يستطع التوقف عن الضحك .. ومازحها قائِ لا : جلبتي لي شرا با ولكن يبدو أن مقاس ه صغير ج  دا .
ضربته ضرب ة على كتفه وقالت : يا للسخف !
قرأ الورقة فإذا بها مكتوبٌ أنه س يصبِح أ با .

لم يتمالك نفسه من السعادة العارِمة ..
كانت الأيام  تصبِ ح أجمل وأجمل مع الوقت .. تم نيَا أن تدوم هذه السعادة والأيام اللطيفة. 











 
في أحد الأيام ذهبت جوليا لمطعم مع كارولين وبيك .. أخذن في الحديث الطويل وتناولن الطعام . 
وما لبثن قليلا  إل أن أخذت جوليا تصرخ بقوة من ألم معدتها .. 
أسرعتا وأخذتاها إلى المشفى. 
حين علمِ ستيفن بالأمر أسرع وأتى إلى المشفى وقلبه مليء بالخوف على جوليا وابنه . 
أخبرهم جاك أنها تس ممت وأن الجنين لم   يكتب له عمر. 


كانت صدم ة قوية عليهم جميعا , كيف س ممت وماذا حدث !.. أبلغوا الشرطة ل تحقِّق في الأمر .. 

كانت هذه الفترة سيئة ج  دا على جوليا وستيفن ..
كانت جوليا في حالةٍ  يرثى لها وفي انهيارٍ تام .

) الكسر الذي يخاف ه أي شخص في الحياة , ألم الفقد والخسارة المحتمة , قهر القلب , دمع العين , تلاشي الشغف في أي شيءٍ آخر , الأحداث كلها تأتي بذهنك وكل ما قد مرَرتَ به سابِ قا .. 
أنت الآن في عِداد الأسرى !
أسرى الصِعاب والأمور التي تفوق قدرتك على التحمُّل ولكنك مجبورٌ على ال مضِي ق د ما .. ( .    بينما تستمر التحقيقات .. كارولين وبيك  يواسون جوليا على ما حدث لها , كانتا خير رفيقات ح  قا .
كاد يجن ستيفن ليعلم من فعل هذا بزوجته وابنه ..
من هذا عديم الرحمة , إن كان من يريد إيذائي فما ذنبهم هم , ليفعل بي ما شاء ولكن ليس جوليا وابني الذي فرحت كثي را لقدومه وكن ت أنتظره . 

كانت جوليا حينها مش تت  ة ..
لحظاتها المليئة باللاشيء وكأ نها تجذِ ب أفكارَها وصراعاتِها  م نادِيَ ة لها لعقلها ال متعَب , الذي م ل الكثير من الأمور وهي تزوره لساعاتٍ ربما  تؤرِّق ها لي لا كضيفٍ ثقيلٍ يأتي دون سابقِ إنذارٍ و يطي ل الجلوس إلى حدِّ الغضب .
دعني أصف شعورها وحالها أكثر بكثيرٍ من كلماتي هذه فما بِها ليس بالهيِّن .
إنها كطفلٍ أضاعته أمه في إحدى المتاجر وصاح باكِ يا دموعه تبحث عنها , كعجوزٍ أعمى ض ل طريق ه إلى المنزل , كفرحٍ ابتعد كثي را عن عينا فتاةٍ رأت أحبائها بعد غيابٍ ولكن مازال هناك ما ينق صها لتبتسم .. 
كالكثيرِ والكثيرِ ح  قا ..

أما عن ستيفن الذي فقد الكثير بالسابق وزاد فقده.. 
) الضيا ع يتم ل  ك ه .. وال حزن يملأ  غرف قلبهِ الأربع
 ..
متروكٌ على الطريق .. وكأنه في دارِ التشتُّتِ بلا حركةٍ فقط يتر بع ..
إ ن بهِ كل ما يخاف البش ر ق رب ه .. التِي ه وذبو ل  الملامحِ والإنكسا ر الأبشع .. ( .





كان ما حدث معهم وكأنه خيال كما هي التخيلات اليومية التي تتخيلها جوليا , ولكن كل هذا الألم لم تتخيله يو ما ول مجرد تفكيرٍ  .
  كل يوم يتعقد الأمر فلم يجدوا مشتب ها به من العديد من المجرمين اللذين شكُّوا بأمرهم , وكل يومٍ يزداد غضب ستيفن فإرادته أن يقتل الفاعل ح  قا منذ علمه أنه أمر مقصود . 
وأ ن ه هناك أحد العاملين في المطبخ ووضع السم القاتِل , لكن وجهه لم ي كن في مواجهة كاميرات المراقبة ولكن زيه واسمه عليه . 
وحينها بدأت مسيرة البحث عن العامل هذا ليعلموا أسبابه أو من وراءه .. طال البحث . 





في يومٍ بجانب إحدى المراكز التجارية التقطت كاميرات المراقبة شا با  ملقى على الأرض , وعل ما بأن الشرطة ع م مَ ت أوصافه وصوره في كل مكان فاتصل العاملون في المركز التجاري بالشرطة.. 
سرعان ما أتوا وأخذوه إلى مركز الشرطة ل يحقِّق وا معه.. 
لماذا وضعت السم ؟!
ولماذا ؟!
هل هناك من طلب منك ذلك ؟!
من هو؟! 
وأين كنت طيلة المدة , اختفاؤك أثار الشكوك زياد ة بالإضافة إلى أنه تمت رؤية شخصٍ بنفس زيك الذي كنت ترتديه في ذلك اليوم وعليه اسمك! 

كانت هذه الأسئلة وغيرها الكثير  تطرَ ح على العامل وهو ل  يجِيب من الإرهاق والخوف الذي كان بِه . 
 بعدما استطاع الحديث بدأ بإخبارهم بما حدث له.. 
ويل " العامل " : سأ خبِركم بكل شيء , ولكن يجب أن تعلموا أنني بريء ولم أفعل شيء للسيدة جوليا الب تة .. 
في ذلك اليوم خرجت لأرمي أكياس القمامة وبعد قليل لم أشعر بنفسي إل وأحدهم ينومني بمادةٍ ما فوقع ت  ملق  يا على الأرض . 
بعد ذلك استيقظت في مكانٍ  مظلمِ قلي لا وكنت بزيٍّ غير الذي كن ت أرتديه وأمامي مجموعةٌ من الرِجال المل ثمِين .. تو قعت أن يقتلونني فكانوا  مخِيفين ج  دا .. هددوني بأن أصمت وأتحمل اللوم وحدي أو أن أ نكر وأدعي أنه لم يتعرض لي أي شخص ولكنهم قاموا بضربي جميعهم .. 
أما بقية الأيام تركوني في ذلك المكان , يأتون إلي بوجبة واحدة من الطعام في اليوم ويتركونني في الظلام بعدها. 


الشرطي : هكذا الأمر .. ارتدى أحدهم ثيابك ودخل المطبخ ووضع السم في طبق جوليا بعد أن عرف  مسب قا طلبها , وبعد أن تأ كد من عدم وجود الط باخ في المطبخ حين ذهابه لدورة المياه. 

نادى الشرطي شرط  يا آخر وأخبره أنه لبد لهم من مراجعة شريط كاميرات المراقبة التي تخص تلك الليلة .. 
في السابق اكتفوا حين شاهدوا ما حدث في المطبخ ووجدوا ويل كمشتبهٍ به وكان الهدف البحث عنه ..
ولكنهم لم يتنبهوا لأشرطة الكاميرات الخارجية للمطعم التي  تظهِر الجانب الخارجي للمطعم. 
فلربما يجدون شي ئا  مري با , أو السيارة التي اختطفوا ويل فيها. 
بالفعل أحضروا الأشرِطة وأخذوا في مشاهدتها ..
وكانوا يخبرون ستيفن وجوليا بكل المخرجات , لم تعمل جوليا في هذه الفترة لأ نها كانت في حالٍ سيئة وتحاول أن تصبح أقوى ولكن ليس للعمل في هذه الفترة القاسية عليهم جمي عا .

جلبوا أشرطة الكاميرات الخارجية لمشاهدتها .. لم ي كن هناك شيء  م رِ يب في البدء ولكن سرعان ما بدأ اللغز بالحل.. 
ظهرت سيارة خرج منها رجلان واختطفوا ويل وأدخلوه السيارة وبعد لحظات خرج واحد فقط يرتدي ثياب ويل واستغل فرصة عدم وجود الطباخ ووضع السم وخرج مع حرصه أن ل يظهر وجهه في الكاميرا .
الشرطي مهلا  كبِّر الصورة , رقم لوحة السيارة ربما توصلنا لهم. 
سجلوها وبدأ البحث عن السيارة.. 
إلى أن تو صلوا إليها بالقرب من منزل , وأخذوا صاحبها إلى مركز الشرطة ل يحقِّق وا معه .


   وبعد عناءٍ اعترف أن هناك من وكلهم بهذا الأمر.
تر جى الشرطي أن ل يسجنه فهو عبد المأمور كما قال. 
الشرطي : إنها ثلاث تهم , قتل وخطف واعتداء على مواطن بالضرب.. 
الأفضل لك أن  تخبرنا بكل شيءٍ يخص البقية اللذين كانوا معك ومن طلب منكم هذا! 
قال خائِ فا : إنه رجل في غاية الخطورة أحد أهم أفراد عصابة تجار مخدرات .. لكنني لم أكن من وضع السم للشرطية. 
رد الشرطي  متفاج ئا : ماذا ! 
تجار مخدرات , من هؤلء وما غايتهم من أذ ية الشرطية جوليا ؟!
قال :  يريد أن ينتقم منها لأنها ز جت بوالده في السجن .. إنه أحد رؤساء العصابة اللذين هربوا لبريطانيا وق بضِ عليهم قبل أشهر ولأنه توفي قبل شهرِ في السجن فزاد غضبه منها وأراد أن  يذيقها ال مر .
الشرطي : لم نكن نعلم أن لديه ابن هنا! 
والرجل توفى .. ليس للشرطية علاقة بذلك. 
رد قائلا  : إنه يعلم ولكنه كان غاضِ با منذ أن ز جت به في السجن. 
الشرطي : حس نا ستساعدنا في القبض عليه .
من هو ؟! وأين يعيش وماذا يعمل غير التجارة السر ية !
قال : إنه تو قف عن تجارة المخدرات قبل فترة , بالسابق كان يعمل مع والده ولكن لم يظهر في الصورة فوالده لم ي كن  يريد أن يتأذى ابنه حين انكشاف الأمر .. فكان دو ما وراء الستار ل أحد يعرفه. 
كنا نحن رجاله ونفعل ما يطلبه منا وهكذا. 
الشرطي : قلت من هو ؟! 
قال : مارك , اسمه مارك .

الشرطي : مارك من ! 
ماذا يعمل , هلا توصف لنا وجهه وهيئته !
ر د قائِلا  : طبيب , إنه طبيب يعمل في مشفى كبيرة و.....
قال الشرطي غاضِ  با : ماذا ؟!
إنه صديق زوج الشرطية ستيفن . 

لقد كانت هذه صدم ة كبرى , لم يكن أحد يتوقع أن يحدث هذا , كيف , لماذا! 






 أخبر الشرطي ستيفن وجوليا أن يأتيَا لمركز الشرطة ل يخبرَِهم بالأمر .
أتيا وجلسا يستمِعانِ للشرطي .. 
كان الخبر صع با على الشرطي أي ضا أن يخبرهما بشأن مارك .

ستيفن : ماذا ! مارك !
أتقصد مارك صديقي ! ربما أنت  مخطِئ .
الشرطي : للأسف رجله اعترف بالأمر وقبضنا على البق ية وكلهم أدلوا بنفس الأمر .

وتأكدنا بسرية من بيانات الطبيب وأنه ابنه ..
وتنقلاته خارج البلاد , لقد سافر في السابق لبريطانيا ل يلاقي والده .
ستيفن : يا للهول , طيلة هذه السنين كنت أظن والده مي  تا . 
لقد كان صديقي ومعي في كل أمر , كيف  يؤذيني هكذا! 
ل أستطيع أن أ صدِّق ح  قا .

لم ت كن صدمة جوليا أقل من ستيفن .. فهي تعلم مدى صداقتهم وتعرفت على مارك وتعل م أي ضا كم يعده ستيفن أ خا له .
صرخت قائلة : لماذا ! 
ما هو ذنبي وذنب طفلي إن كان والده مجرم , أل يعلم أن مصيره السجن وعن وفاته كلنا راحلون.. 
طفلي الذي انتظرته , شعرت حينها أن كل شيءٍ بخير وأنه ل مكان للخوف والألم بيننا. 
لن أطمئن إل حين أراه مرم  يا في السجن .







) أيام العمر تمضي , نكبر كثي را وفي كل مرحلةٍ من العمر نتعل م شي ئا جدي دا , نتعرف إلى أشخاصٍ  جدد , نكون صداقات مداها قد يطول ول ينتهي ..
نضعهم فوق رؤوسنا , نأتمنهم على أعظم أسرارنا , معهم يكون البو ح ليس بالأمرِ الشاق .. كل شعورٍ
, كل لحظةٍ عشناها , كل تفصيلٍ من تفاصيلِ أيامنا الهادئة والصاخبة حي نا هم يكونون المأوى والمحتوى والقريبين ج  دا ولكن ليس كل ما نتمناه  يصِبح حقيقة وليس كل قريبٍ قري با ح  قا .. ( . كان مارك يجد من العائلة كن زا ثمي نا , فثرائهم سيستفيد منه إذا وصل إلى أحدهم وأصبح فر دا من هذه التجارة السيئة .. لتنهال عليه الأرباح والكثير من المال وهذه كانت نظرة والده منذ البداية.. 
وقد وجدوا من العم فيكتور فريس ة  تحِب المال واستطاعوا أن يجروه إلى الخراب الذي حدث. 

وبطلبٍ من والده تقرب إلى العائلة وهكذا أصبح صديق ستيفن منذ سنين .. لم ي ض   ره في ذاته ولكن الغضب الذي يمتلكه والشر المخفي يجعله قاد را على إيذاء كل من يكون عد  وا له حتى وإن كان من أقرب الأقربين لستيفن. 

) الكره , الغضب , الأنانية , حب المال والجاه والتسلطُّ .. مقبرة الضعيفين الذين يظنُّون أ نها ق وة ولكن كل هذا في البدء فقط , ولك ن النهاية هي القاع وفي القاعِ أعمق  بقعة ( .





والآن تتمنى أنه على الأقل ل يحدث الأسوأ مما قد يأتي بخيالك .. فالخيال يا عزيزي أفضل أحيا نا من الواقع ال مح تم الذي ل تسطيع تغييره .. 
ولكن يجب عليك انتظار الجميل القادم.. 
فلنتخيل أن كل شيءٍ س يصبِ ح أفضل وأن الليالي البارِدَة س تصب حِ أدفأ ..





ذهب الشرطة للمشفى الذي يعمل فيه مارك .. لم يكن مارك ذك  يا بما فيه الكفاية فكان ل يعلم ما حدث فالشرطة لم   تعطِ ه فرصة .. بالإضافة إلى أنه كان مغل قا هاتفه لنشغاله بالعمل في المشفى.. 
فلم يحظى بالف رِار.. 

ذهبوا ليقبِ ضوا عليه ..
تفاجأ مارك قا ئِلا  :  هراء ! ماذا تقولون ؟!
كيف سأفعل هذا بصديقي ال مق رب !
رد الشرطي بغضب : دع عنك الأكاذيب وتعال معنا. 
اعتقلوه وذهبوا به إلى المركز.. 
حينها رأى ستيفن وحاول الإنكار وأنه صديقه ولن يفعل بهِ هذا . 
قال الشرطي : لقد اعترف رجالك بكل شيء وعرفنا سرك وأنك ابن تاجر المخدرات الذي توفى في السجن.. 
وغايتك في أن تنتقم من جوليا رغم أن والدك استحق السجن عقا با لفعله .. وحتى دخولك على العائلة وحتى السيد فيكتور لم يكن يعرفك لأن والدك كان يريد حمايتك فجعلك وراء السِتار . 

حينها دخلت جوليا أي ضا ولم تستطِع أن تتمالك نفسها وصفعت ه صفع ة قو ية .. 
قالت : كيف تكو ن طبي با وفي ذات الحين أن تتاجر في المخدرات وتقتل الشباب , وحتى ابني الذي لم  يولد بعد .
سأحرص أن  تسجن للأبد .. قتل , اعتداء بالضرب على مواطن بريء , تجارة مخدرات وبسببها توفي جون ول أعلم ان كان هناك الكثير مثله. 
لكي تستطيع الكره جيِّ دا وأنت في زنزانتك .



أما ستيفن كان سيضربه ولكن الشرطي أوقفه وقال له : ل يستحِ ق العناء حتى , س نعاقِب ه أشد العِقاب .

ستيفن : ل أعلم ماذا أقول .. الأسف على كل لحظةٍ ظننتك صديقي .. سأت ركك تتع فن في السجن .
خرج ستيفن وجوليا وذهبا إلى الشاطئ وجلسا بصمت ل يعلم ك ل منهما ماذا يقول ل يعبِّر عن ألأمهِ وانكساره وقلة حيلته في هذه اللحظات . 

بعد قليل قالت جوليا والدموع في عينيها : 
الجيد في الأمر أننا م عا , رغم كلِّ شيء . 
ستيفن : واعلمي دو ما أ نكِ الشي ء الصحي ح من بين كل الأحداثِ والأمور , حت ما سنظلُّ سو  يا .









) وإن  ك نا أقوياء حي نا نعو د ضعفاء وكأ ن ما باليد حيلة.. 
وإ ن حال النفسِ  متقلبٌِّ وإ ننا لنتغاضى ل نكمِ ل ولكن العين بصيرة.. 
 ك  لهُّا زا ئِلة تار ة فرح وتار ة أ يا ما ب حزنِها طويلة.. ( . بعد جلساتٍ  حكِمَ على مارك بالسجن المؤبد مع الأعمال الشا قة .
شعر العم فيكتور وكأ ن ما حدث بسببه لتورطه مع ال مجرِمين في التجارة منذ البداية , ولكن كان ستيفن كان يقول له بأنه الغضب والكراهية اللذان حملهما مارك تجاه جوليا .. ولكنه أذانا جمي عا حت ما .

نامت جوليا في ليلةٍ بعد الكثير من التفكير ..
تم نت أن كل شيءٍ س يصبِ ح بخير .. تخ يلَت أنهما  يرزقان بمولودٍ وأن  تشفى كل جروحهما وانكسارهما وأنه ستحدث أشياء جميلة   لكلا العائلتين ونامت نو ما عمي قا .




أما ستيفن فكانت الأفكار تذهب وتأتي بذهنه .. 
لقد عانى الكثير بالسابق..  فَقدَ انِ والآن فقدٌ وخذلن.
لقد  خذِل في أقرب صديقٍ له .. لم يظن أنه قد يأتي يومٌ يش ع ر فيه بكرهه لصديقه .
لطالما ق دسَ ستيفن العلاقات أ  يا كانت .. 
الحب حياةٌ  عنده .. الصداقة أمانٌ واطمئنان ..
العائلة جنة الدنيا .. العمل اجتهادٌ وكرير.. وكل ما  دون ذلك هيِّن .

نام نو ما عمي قا هو الآخر .. ليستعد في اليوم التالي للعمل , فالحياة تمضي ب حسنِها وبمرارتها . 
واستيقظ في اليوم التالي وو دع جوليا بقبلةٍ على جبينِها قائلا  : ما هذا الصباح يا إلهي !
جوليا ضاحِكة : بالطبع كل صباحٍ بوجودي يكون جميلا  . 
ستيفن : من المغرور الآن! 
جوليا  مبتسِمة : لس ت أنا .
بعد فترة قرروا أن تجتمع العوائل والأصدقاء فكانهناك عائلة ستيفن جمي عا وعائلة جوليا وصديقاتها
 ..
 جاك وكارولين تحادثا قليلا  .. أتت إليهم جوليا وبيك وكل منهما تبتسم بنظرات مضحِكة .
جوليا : هل أعجبكم اليوم والطعام وكل شيء ؟ كارولين : نعم ج  دا .. كل شيء في أفضل صورة .
بيك : يبدو أن الأشخاص أي ضا ظرفاء . 
كارولين : من هؤلء! 
بيك ضاحِكة : فلتخبريني أنتِ .
جوليا : اتركيها , المهم أننا نعلم . 
كارولين : تعلمون ماذا! 
جاك : جوليا ما بِكِ يا عزيزتي !
جوليا : أنا بخير , بخيرٍ ج  دا يا أخي الجميل .
كارولين بتهرُّب : يبدو أن الوقت قد تأ خر ويجب أن أعود إلى المنزل. 
جوليا : تأخر الوقت ها .. 
حس نا س يوصلكِ  جاك. 
كارولين : ل داعي سأذهب وحدي . 
جاك : اسمحي لي بذلك كي نطمئن عليك. 
جوليا بابتسامة سخرية : نعم نطمئن كلنا. 

أتممت جوليا اليوم وكان جميلا  ج  دا بعد كل ما مَ ر بها بالسابق .. وكأ نها لم تعِش يو ما لطي فا من قبل .


) بعد كل أمرٍ سيِّء يمر بنا نكون  متعبين ج  دا , خائفون من تكرار الألم , ربما نتم سك بكل ذرة لإكمال الحياة لأنه يجب ذلك , ولأن الأمل قد يطرق أبوابنا لحلمٍ جديد , رغبةٍ قو ية , خيالٍ واسع بهِ كل الأحلام والأمنيات , رغم كل ال م جريات. (  - بيك ت وجت  ح بها بالزواج , في نفس اليوم كانزواج كارولين وجاك .. نفس اليوم , ذات الليلة , أنغام الموسيقى ذاتها , فرحة الوصولِ ذاتها
.. واجتماع ال محبِّين من حولهم .. سعاد ة ل  توصف .
- أما جوليا فقد تح ققَ خيالها  أنهما س يرزقان بمولود , وكان تعوي ضا عن كل لحظة  مرٍّ ..
أنجبت فتا ة جميلة  تشبهها كثي را ..
نفس القوة , الجمال , الذكاء والنباهة , الجدُّ في الواجِبات .. والأهم  تشاركها الأفكار وعالم الخيال المليء بكلِّ شيء والعديد من التفاصيل القديمة والحال ية والتي تتمنى حدوثها  مستقبلا  ..
كانوا ق و ة لبعضهم في كل الأمور وفي كل اللحظات .. كيف ل والحب شريكهم , والأمان كيف يكون أما نا إن لم يكن بوجود من  نحِب حولنا وبق ربِنا .


) الحب مختلفٌ فيه .. هناك من يقول أنه كلُّ شيءٍللناس وأن ال محبين قد  يضَحُّوا بأرواحِهم لأجل بعضهم البعض وأ ن الحب لبد منه ومن ينكر ذلك فهو إما كاذبٌ أو أعمى .. وهناك من يقول بأ نه ليس هناك ح ب صادق لأشخاصٍ مثلنا وكيف  نقدِّ س راب طا يربطنا من قد ل يكونون أهلا  لعظمة الشعور.. وهناك من يرون أن الح ب للمال والجاهِ وال سلطة وأن الحب حب الذات فقط فاعمل لذاتك واترك كل شيءٍ خلفك .. 
أما أنا فأقول أن الحب إن كان صادِ قا من  قِبَ لك ومن  تحِب فإنه قد يكون عو نا لك على الدنيا وز لتِها وأن الحب جبرٌ , قوةٌ باطمئنانك أن هناك شخصٌ يمكنك الإعتماد عليه حين كل ضيق وأن هناك من يستبش ر بكَ خي را في كل أمورِ حياتك وتغمره السعادة لأنك نجحت في أمرٍ ما كنت تحلم بهِ , الحب عالمٌ وتفاصيل  كثيرة مليئة بالأفراحِ والأتراح , خوفٌ تار ة وأمانٌ تار ة أ خرى .. ستمسك بيده على طول الطريق وستواجهون الصِعاب سو  يا رغم كلِّ كسرٍ , آلمٍ , اختلافاتٍ وسوءِ فهمٍ ربما .. فقط ان اخترت جيِّ دا .. ( .
) أما الخيا ل فهو متاهة , عالمٌ  مف صلٌ من الأحداث
.. التي تودُّ حدوثها والتي تتمناها ح  قا .. ابتدا ء من أتفهِ الأمورِ إلى أعظمِها ..
ربما ستتخيلين أ نكِ سترتدين فستا نا أسود اللون في زفافِ إحدى صديقاتِك ربما , أو ترين نفسكِ حين تنشرين عن تخصُّصكِ في الجراحة ..
وأنت قد تتخ يل نفسك لعب كرةٍ شهير , ربما متزوِّ جا التي  تحِب , ربما ج راح أعصابٍ ماهِر ..
الخيال أحرفٌ وكلمات  تتَ و ج بالصوتِ والصورة في  مخيِّلتِك التي كل يومٍ تزورها الأفكار والذكريات وأعمق التفاصيل. ( .. 











الآن بعد أن تقرأ أجِب على هذا السؤال !
هل تمن يت يو ما أن  ك ل ما تتخ يل ه أو ما يدو ر برأسِك  حدوث ه  مح تم , أم أ نكَ تخاف أن تخذلك  مخيِّل تك وأفكارك وأن تخرج في صورةٍ سلب ية حين وحدةٍ أو حزنٍ أو اكتئابٍ أو خوفٍ حتى في صورة تخيُّلاتٍ سيئة عنك أو أحد المقربين لك وتحدث ؟!





) أما الأل م واللحظا ت المريرة فليست بدائمة , الخو ف إن كان قو  يا قد  يسيطِ ر عليك وتفقد ما تملك من شجاعة  مطلقة , الكس ر  يجبَر , الهمُّ  يزَال , الحياة رغم زوالهِا إل أنك ستعيشها كأ نها حرب , سيطر ق الحزن قلبكَ تار ة وتار ة فرحٌ تدم ع ل ه عيناك , الفشل ليس مقيا سا لستحقاقكَِ النجاح أو عدمِه , الخذلن ليس بِبَعيدٍ ف كلنُّا  نخذل ولك ننا ل ننسى من يستحِق الود والق رب , الزل  ت والأخطا ء قد  تغفَر ولكن العقل ل ينسى ذكرى سيئة , المل ل ورتابة الأ يام شيءٌ ل  يطاق ولكن ربما يكون لدفعِ أمرٍ سيء إن فعلتَ ما كنتَ تظنُّ ه س يسعِ دك وربما أحيا نا ل بـأس بالقليل من العزلة , أما غير ذلك فلتجِد أم را تحبه وافعله .. حتى وان كان تخيُّل أمرٍ لطيف أو الرقص على أنغامِ الموسيقى وحدك أو حتى صنع بعضِ الكعك .. الأمل ها هنا لم يذهب فقط افتح له الأبواب ول تنسى العمل بالأسباب .. ل تيأس من الدنيا فإنما  كلُّ جميلٍ هو آتٍ وفي منتصف الآلم هناك فرحٌ بين الحِين والآخر ( . "  ر بما يكو ن الخيا ل رفي قا ل معظمِنا إن لم يكن جميعنا.. 
وهو بذاتهِ من أت م الحِكاية .. ومصد ر  كلِّ شيءٍ منذ البداية.. 
النو ر نورٌ والظلا م ظلامٌ والخيا ل فيما بينهما " .












                 - النهاية -










               شكر وإهداء.. 

إلى عائلتي , أصدقائي.. 
الداعمين لي دو ما ..
إلى  كلِّ من يقرأ أحرفي وكلماتي ..
إلى  كلِّ من كانت أحرفه دع ما معنو  يا لي لكي أستمر .. 
إلى كل من قرأ هذه الرواية.. 

إلى كل من  كسِرَ أو  خذِلَ يو ما..
إلى كل من فقد أحد أحبائه.. 
إلى كل من سكنَ الخو ف قلبه ..
إلى كل من شعر بالعجز أو الذل في لحظةٍ ..
إلى كل من أح ب ب كلِّ ذرةِ شعورٍ يملكَِها ..
إلى كل من شعر يو ما بابتعادِ خط النهاية ..
إلى كل من ظ ن أنه ل يستطيع الوصول ..
إلى كل ذكرى جميلة وكل ذكرى سيئة في ذهن أحدهم.. 






    أخيرا ..
إلى ذاتي التي لطالما اعتنقت كل شعور جيِّدٍ أو سيء.. 
إلى اللحظة التي ظنن ت فيها أن الحلم بعيدٌ وها هو أمرٌ  مح قق وأسعى للمزيد .. 
إلى الخيال الذي هو رفيقٌ لي ومن كان عو نا لي في الكتابة. 

إليك يا من تقرأ الآن..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نشكرك على تعليقك سوف يتم التعقيب والرد في اقرب وقت.