الأحد، 11 فبراير 2018

هي انفاسك انت .. عشها كما شئت فهي لك


استيقظت بنشاط العائد من رحلة موت طويلة..
انتصرت بمعركتي الصباحية الأولى ونهضت من سريري..
ارتديت حذاء الخمول.. وسرت كما يسير المهزوم العائد الى وطنه بعد خسارة مرّة..
اعددت كوب قهوتي على مهل .. كنت استلذ بتعذيبها وهي تحاول جاهدة الصعود حتى تخرج من ذاك الجحيم .. كانت لا تعرف مصيرها اذ خرجت.. لكن القهوة تشابهنا بأمالها الساذجة.. تهرب دوما من عذابها نحو المجهول .. و تفاجئ بأن الخارج سيمحوها وينهيها.. تشابهنا حتى بتمييزها الطبقي .. تبقى دائما حبات القهوة الاثقل في الأسفل .. وتبدأ بدفع المياه الفقيرة بالقهوة نحو المجهول .. تضحي بها .. وتضحي.. لتنفرد هي بالجحيم الأكثر رأفة..
انهيت حفلة التعذيب وصببت القهوة في كوب قديم..
جلست استمتع بنسمات الصباح الباردة التي تنذر بقدوم وحش بهيّ يدعونه الخريف..امام مشاهد الحياة التي تولد لا سر يشاع .. فقط.. احلام تتبعثر .. و آمال تتلاشى ..
تنفّس .. تنفّس الحياة المتخمة بالألم ..تنفّس على طريقة العظماء خُذْ شهيقا مليئا بالواقع بما يحويه .. دعه يتغلغل فيك .. يدخل غمار قلبك .. نقِّه مما شئت من حزن وخيبة من وجع وحسرات.. ازفر بكل قواك.. ازفر ما تشاء .. فهو صباحك انت .. هي انفاسك انت .. عشها كما شئت فهي لك.. لك وحدك ..

💫 بقلم / محمود خالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نشكرك على تعليقك سوف يتم التعقيب والرد في اقرب وقت.