السبت، 13 يوليو 2019

الأماكن لا تحفظ العطر ومع هذا نشم بها رائحة ما


رائحة زمن مضي ..
رائحة حدث ما ..
رائحة حزن ..
رائحة موعد ..
رائحة لقاء ..
رائحة موت ..
رائحة فرح نستشعر نموءه ببطء بعد المرور بكل تلك القوارير من الروائح ..
فما أقساها حياة حين يتم تخزين ثمار لحظاتنا في قوارير لروائح ذكري ما عادت تعني لحاضرنا شئ سوي الوجع ..
هاتفني مبحوح الصوت يسأل :
لما كلما مررت بمكان ما اشم رائحة عطر ما يختبئ لي ويفاجئني بوجوده مع كفري بمقولة (الاماكن تحفظ العطر ايضا ) ..
لما أجدني استنشق العطر فأشهق واتلوي ويعتصرني الم ما ..
وتبقي هذه الحالة ملازمة لي فلا استطيع البدء من جديد والتخلص من عطر ايام قضيناها معا ..
قلت مواسية :
يبقي الحنين في اعماق البعض منا غربة معطرة بتفاصيل ما لا نستشعر وجودها بنا الا حين نشتم رائحة قديمة من زمن مضي رغم تجاهلنا وجوده وفرارنا منه ..
علما بان الماضي لا يحفظ العطر ..
علما بأن الاماكن لا تحفظ العطر ومع هذا نشم بها رائحة ما .

جحا وصاحب البيت المغلوب علي أمره


الأموات أحياء يملأون الطرق ..

هل هذا بسبب غلاء الاسعار ..

أم العجز ..

أم المرض ..

بكل بساطة ..؟

بسبب هذا كله .. وفوقه بسبب الطغيان والقهر والكفر الذي طفقت تتقولب عليه مقاسات هذه الفئة الحاكمة ..

ويقولون علي الشعب أن يكون صبورا (وقد صبر) ..

ويقولون علي الشعب أن يكون حكيما (وقد تجرع الحكمة) ولكنهم باعوا الحكمة كلها بجنيه واحد ..

تعرفون لماذا لأن ما يقولونه (جعجعة) .!

ولن تأتي الحكمة التي تقول :

يموت الانسان قبل أن يموت فالروح كما يقول الراسخون في العلم لا تموت ..

و(الخضر) والي ولاية الخرطوم لم يزدنا علما عندما قال :

ارحلوا هاجروا إن لم تقدروا علي العيشة في هذه البلاد الظالم أهلها ..

هه ــ يذكرني الخضر هذا بمثل يُضرب به في اتخاذ الحجة الواهية للوصول إلي الهدف المراد (مسمار جحا).

أفترض فيه أننا صاحب البيت وهو جحا ..

صاحب البيت الذي كلما دق مسمارا في الحيط علق عليه جحا عشرات الخرق فسدّ عليه النوافذ ولم يبق إلاّ خيارا واحدا :

أن يتثاءب صاحب البيت ضجرا راغبا في النوم أو ينصرف للعيش خارج ولاية الخرطوم ..

لنأخذه بجرمه .. لشيوعه وارتداءه السترة علي الوجهين ..

أن يتواجد في موقع المسؤول ثم يتخاذل ..

أن يتواجد في موقع البناء فيهدم



بقلم /

 الاثنين، 26 سبتمبر 2011م


يوميات متشرد



كان تحت هذه الشمس الصحراوية الكاوية الحارة مضطربا يتنقل من (مكب قمامة) الي آخر يبحث عن فتات طعام ..
وحده ولا آحد غيره يسير في مثل هذا الزمهرير الحارق .. عاشقا لظلامه هاربا من سواد القلوب ..
إنه ذاك المتشرد الذي كلما مررت به يرمقني بنظرات ملؤها دموع ..
ملؤها تعجب واستعطاف ..
أيها المتشرد :
هل تدري بأن هذه الحياة ستمضي وزهر سينبت وورد سيزهر ويشرق عليك صباح جديد ..
فعلام العناء ..؟
وعلام البكاء ..؟
أجابني :
أغدو مع الشمس حتي تنوي المغيب مرتقبا المساء حتي يلتوي صبح جديد وإذا ما داهمتني نسمة حارة لتوقظ الريحَ التي تتناشلني تارة يمينا وتارة شمالا أنزوي في إحدي الأركان أرجو كرم الله عله يسخر لي غيمة ترويني وتمسح عني كل عناء ..
هذه هي يومياتي المعتادة ولا فرق بين الأمس واليوم ..
قويٌّ لا ..
محطّمٌ نعم ..
وروحي جريحةٌ وجسمي متعب ورغم ذاك أراني أنشد نشيد السعادة والعطاء ..
وددت لو أخذت بيده ..
وددت لو قاسمته الإحساس ..
وددت لو ووددت لو .. ويا حبل الأماني الصادقات ماذا لو تلطفت به السكك ..
ماذا لو جاء الشتاء بدفء كثير..
ماذا لو جاء الصيف بنسيم عليل ..
ماذا لو عاش ليوم واحد في حياته الربيع .


بقلم /

مررت في خاطري اليوم



يا له من صباح حار صحوت فيه علي نقر حاد منك علي نوافذ الحنين الذي طفق يهمس لي :
أشتاق للأمس ..
أشتاق للبوح ..
أشتاق للجلوس علي دكة القلب ..
خرجت ألملم ذكرياتي التي وجدتها مبعثرة هنا وهناك..
تبعثرت لأنها لا تشعر بالأمان معك رغم أنك تبوح بلا تردد ..
لا ترتعب فلم أرتدي لك يوما قناعا ..
أعود أتذكرك وأنا أحتسي قهوتي المرة حين قلت لي :
أروع ما فيك تلك العينان وعندما تبادليني النظرات يتوقف العالم عن الدوران ..
ساعتها أحس أني قوية وضعيفة وأعيش ربيعي وخريفي .. شتائي وصيفي دفعة واحدة ..
كنت دوما تتضخم بالأماني الكاذبة وتوصيني أن لا أخرج للشمس فتستحي ..
أن لا أخرج للقمر فيغيب ..
لكني اليوم غير مستعدة لتلك العينان وتلك الكلمات ولا أقوي أن أتبادل أي نظرة معهما ..
أعود لقهوتي المرة لآرتشف من فنجاني رشفات الغياب ونتبادل المرارة معا لكني أحيانا أستعين بحبات السكر ..
وبعدها بعد حبات السكر :
أعدو مهرولة ألملم تبعثر حواسي أرسم علي وجهي تعابير لا تمت لمرارتي بصلة .

بقلم /