قصص عن الصبر من حياة الصحابة رضوان الله عليهم
ديننا الحنيف يحث علي الصبر بقضاء الله عز وجل وقدره وبكل الامور التي تواجه الانسان في حياته، وقد علّم رسول الله صلي الله عليه وسلم صحابته الصبر علي الصعاب والشدائد، فتعلموا الصبر علي ايذاء الكفار والمشركين ديننا الحنيف يحث علي الصبر بقضاء الله عز وجل وقدره وبكل الامور التي تواجه الانسان في حياته، وقد علّم رسول الله صلي الله عليه وسلم صحابته الصبر علي الصعاب والشدائد، فتعلموا الصبر علي ايذاء الكفار والمشركين والتضحية في سبيل دين الله عز وجل بكل عزيز ونفيس وغالي، وقد نصت قصص السيرة علي العديد من قصص عن الصبر من حياة الصحابة رضوان الله عليهم فيها مواقف رائعة فقد باعوا أنفسهم وامواهم وحياتهم في سبيل مرضاة الله عز وجل ففازوا في الدنيا والآخرة .نماذج من صبر صحابة رسول الله
صَبرُ آل ياسر رضي الله عنهم : كان الكفار المشركون يعذبون آل ياسر رضوان الله عليهم وهم عمار وابوه ياسر وامه سمية، وقد روي الحاكم في المستدرك عن بن اسحاق انه قال : ((كان عمار بن ياسر وأبوه وأمه أهل بيت إسلام، وكان بنو مخزوم يعذبونهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: صبرًا يا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة)) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم .قصه عبد الله بن حذافه
ورد في العديد من الكتب الاسلامية أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد قام
بارسال جيشاً لحرب الروم وكان من بين هذا الجيش بطل قصتنا عبد الله بن
حذافة رضي الله عنه وارضاه، وقد طالت مدة القتال بين المسلمين والروم وتعجب
قيصر ملك اليوم من ثبات المسلمين وصبرهم وجرأتهم علي الموت وعدم الخوف أو
الرهبة، فأمر قصير أن يحضروا له اسيرا من المسلمين، فأتي اليه عبد الله بن
حذافة والاغلال بين يديه والقيود في قدميه، فأوقفه الحراس امام الملك،
وعندما تحدث قيصر معه
لاحظ ما يتمتع به من ذكاء وفطنه فقال له : تنصر وسوف اطلق سراحك، فرفض
عبد الله، فقال قيصر : تنصر واعطيك نصف ما املك، فرفض عبد الله، فقال قيصر :
تنصر واعطيك كل ما املك واشركك معي في الحكم، فأجابه عبد الله قائلاً :
والله لو اعطيتني ملكك وملك آبائك وملك العرب والعجم علي ان ارجع عن ديني
طرفة عين ما فعلت .
انظروا كيف كان صبر وثبات صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم الكرام
امام كل هذه الاغراءات، فقد فضل عبد الله بن حذافة رضي الله عنه البقاء في
دين الله عز وجل حتي ولو عاش اسيراً طوال حياته .
غضب قيصر كثيراً من كلمات عبد الله وتوعده بالتعذيب والقتل فلم يظهر عبد
الله اي خوف أو تردد فأمر القيصر بوضعه علي خشبة وأتي بالرماة وأمرهم ان
يرموا السهام من حوله ولا يصيبوه وخلال ذلك كان يعرض عليه الرجوع عن دين
الله والدخول في النصرانية، وظل عبد الله يرفض وينتظر الموت بصبر محتسباً
الاجر من الله عز وجل، فلما ايقن القيصر اصراره علي الاسلام أمر ان يضعوه
في السجن وان يمنعوا عن الطعام والشراب حتي كاد أن يهلك من الجوع والعطش،
ثم احضروا له خمرا ولحم خنزير فما كان من عبد الله إلا ان اجاب : والله اني
اعلم اني مضطر وان ذلك يحل لي الان في ديني ولكني لا اريد ان يشمت بي .
وهكذا لم يذق الطعام فعرض عليه القيصر امرأة شديدة الجمال تعرض له
الفاحشة، وهو رضي الله عنها وارضاه يعرض عنها ولا ينظر إليها، فخرجت المرأة
من عنده غاضبة وهي تقول : “لقد ادخلتموني على رجل لا ادري اهو بشر ام حجر
وهو والله لا يدري عني أأنا انثى ام ذكر” .
ولم ييئس القيصر من المحاولة فأحضر قدر من الزيت المغلي وأمر بالقاءه
فيه، فعندما اقترب جسده من القدر وشعر بحرارة النار بكي رضي الله عنه ففرح
القيصر وقال : “تنصر واعطيك وامنحك” فرفض عبد الله، فسأله قيصر عن الذي
يبكيه فقال : ابكي والله لأن لي نفس واحدة تلقي في القدر فتموت ولقد وددت
لو ان لي بعدد شعر رأسي نفوس تموت كلها في سبيل مرضاة الله عز وجل مثل هذه
الموتة، فقال له قيصر : قبل رأسي واخلي عنك، فاشترط عليه رضي الله عنه أن
يخلي عن جميع اسري المسلمين فوافق فقبل عبد الله رأسه واطلق سراحه مع
الاسري .
شاهد الفيديو
شاهد الفيديو