"" لا ادري كم الساعةُ الآن ، او حتى تاريخ اليوم ..
توقفت عن عدّ الليالي من بعدك ؛ أُصيبت بعدك بالتشابه الحاد فيما بينها ، اخبرني إذاً .. مالفرق بين السادسة صباحاً و باقي اليوم طالما أنّك لن تقول لي " صباحُ الخير يا أُمّي " ❤ ، و ماذا يُميّز الليل عن غيره إذا لم يختلط بصوت ضحكاتك يا ولدي ! و كيف لي أن أحسبهُ يوماً من عُمري دون قُبلتك التي كنت تطبعها على جبيني .. هلّا أخبرتني .!
لعن الله الغُربة يا ولدي ، سيسألُني الله ولن أغفر حينها .. لن أغفر لكُلِّ تلك الليالي التي قضيتها لا أعلم فيها كيف حالُك ولا كيف قضيتَ يومك ! لا أدري عنك سوى أنّك بخير ، رغم أن قلبي يُخبرني بعكس ذلك ، لطالما كُنتَ كتوماً لا تُريدُ إخباري أنك تشتاق ! تشتاق لكُلّ شيء .. و لكنّك لا تدري أن ذلك كان واضحاً في صوتك ، أو ربما لم تشأ الافصاح عن ذلك كي لا تفضحك عيناك يا ولدي .
كل ما في الأمر أني اشتاقك جداً ، للحدِّ الذي لا حدَّ لـه ! ""
قاتل الله المسافات و تلك الاميال التي تفصلنا ، لعن الله الغُربة و وحشة الطرق التي تأخذ كل الشوق على هذه الأرض لتلقي به في قلوب الأُمهات .!